التغيير الديمغرافي ... الكابوس الذي يهدد كردية عفرين - 1

لجأت كل من دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بالتزامن مع احتلال عفرين إلى كل الأساليب القذرة للقضاء على هوية عفرين، وإحدى هذه الطرق أيضاً، هو توطين العوائل العربية من الأماكن المختلفة من سوريا مكان السكان الأصليين لعفرين.

تُعتبر عفرين إحدى المدن الرئيسية في غرب كردستان (روج آفا)  وتُعرف أيضاً باسم "جياي كورمنج"، وبعد إبرام اتفاقية سايكس-بيكو، التي جعلت من كردستان مستعمرة وقسمتها إلى أربعة أجزاء، أصبحت منطقة عفرين ضمن حدود سوريا، وبدوره، سعى النظام السوري لتنفيذ سياسته الاستعمارية ضد المنطقة وأهالي عفرين الأصليين، للقضاء على الهوية الكردية وتغيير ديمغرافية المنطقة، ولكن، حافظ أهالي عفرين على ثقافتهم ولم يسمحوا للنظام السوري بفرض سيطرته عليهم، فالأمر الذي لم يقدر النظام السوري على فعله في عفرين، تحاول كل من دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في الوقت الراهن إتمامها، حيث يلجؤون إلى كل الطرق والوسائل للقضاء على هوية عفرين، انطلاقاً من التهجير القسري للسكان الأصليين لعفرين إلى توطين مختلف الناس مكانهم.

ومع بدء هجمات دولة الاحتلال التركي التي شُنّت في شهر كانون الثاني من العام 2018، انطلقت موجات النزوح لأهالي عفرين، وبتاريخ 18 آذار 2018، هُجر حوالي 300 ألف شخصاً من أهالي عفرين قسراً من ديارهم، وتوجهوا نحو مناطق مختلفة، وبالتوازي مع ذلك، قامت دولة الاحتلال التركي بالتعاون مع كل من روسيا والنظام السوري بتوطين أناس مختلفين من سوريا مثل أهالي غوطة دمشق وحماة وحمص ودمشق ودرعا وإدلب وغيرها من المدن الأخرى، بدلاً من أهالي عفرين، وبذلك، حصلت أكبر مرحلة من مراحل للتغيير الديموغرافي في منطقة عفرين وما زالت متواصلة حتى الآن.     

وبحسب الوثائق التي حصلت عليها وكالة فرات للأنباء (ANF) من مصادر خاصة، بلغ عدد العوائل العربية المستوطنة التي استوطنت في النواحي، على النحو التالي:    

مركز عفرين: كان يبلغ عدد السكان الأصليين قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا 80 ألف نسمة، وبعد انطلاق ثورة 19 تموز، عاد عدد كبير من أهالي عفرين، الذين كان معظمهم يقيمون في كل من حلب ودمشق، إلى عفرين، ليصل عدد سكانها إلى نحو 700 ألف نسمة، وبعد شن تركيا للهجمات، نزح عدد كبير من السكان المنطقة من ديارهم وتم توطين أناس مختلفون مكانهم، حيث وصل عدد سكان مدينة عفرين إلى حوالي مليون نسمة، وكان أكثر من 650 ألفاً شخصاً من المكون العربي والباقي من السكان الأصليين.  

قرية كفرزيته: تتكون القرية من 171 عائلة، ويبلغ عدد سكانها 1200 نسمة، وهم من الكرد الإيزديين والمسلمين، وعاد غالبية أهلها إلى القرية بعد احتلال عفرين، كما أن أكثر من ألف شخص يقومون بتربية المواشي حول القرية، حيث يسيطر مسلحو فرقة الحمزات على القرية حالياً.     

قرية كوندي مازن: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 40 عائلة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 250 نسمة، وبقي في القرية حوالي 100 نسمة بعد شن الهجمات التركية، وتم توطين أكثر من 10 عوائل عربية فيها، وتسيطر عليها مرتزقة فرقة الحمزات.     

قرية معراته: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 500 بيت، ويبلغ عدد سكانها حوالي 2200 نسمة، وتتكون من المكون الكردي باستثناء عائلة واحدة، وبقي في القرية قرابة 1500 شخص بعد الاحتلال، وتم توطين أكثر من 800 شخص ضمن بيوت القرويين، وتسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات بقيادة متزعم المرتزقة حسكي برير.    

قرية قيباريه: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين،، وتتكون من 300 بيت، وأهالي القرية هم من الإيزيديين والمسلمين، وتم إخلاء القرية أثناء شن الهجمات التركية، ولاحقاً، عاد 70% من القرويين إليها، وتم توطين أكثر من 100 عائلة عربية فيها، ويسيطر على القرية كل من مرتزقة المعتصم وفيلق الرحمن، و المدعو نزار رشو بكو هو مختار القرية.  

قرية استير: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 80 بيتاً، وسكانها من العرب والكرد، وقد تم إخلاء القرية أثناء شن الهجمات التركية، وفيما بعد، عادت إلى القرية قرابة 20 عائلة، والمتبقين منهم لا زالوا مجهرين قسراً، كما تم توطين 60 عائلة عربية في القرية، وتسيطر فرقة الحمزات على القرية، والمدعو مصطفى محمد جبر هو مختار القرية.   

قرية ترنده: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 250 بيتاً، وقد تم إخلاء القرية أثناء شن الهجمات التركية، ولاحقاً، عادت إلى القرية 100 عائلة، وتم توطين 150 عائلة من عوائل العسكريين التابعين للمرتزقة، وتسيطر فرقة الحمزات على القرية، والمدعو عبدو رشيد سيدو هو مختار القرية.     

قرية جومكه: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 25 بيتاً، ويعيش فيها سكانها الأصليون، وقد تم بناء مخيم كبير يتكون من حوالي 125 خيمة بجوار القرية.  

قرية كفرشيله: تتكون القرية من 150 بيتاً، وتم توطين 30 عائلة عربية في القرية والباقي هم من الأهالي الأصليين (الكرد) الذين يعيشون في القرية، وتسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات.   

قرية جوقه: تتكون القرية من 340 بيتاً، وتم توطين أكثر من 100 عائلة عربية فيها، والباقي هم من الأهالي الأصليين للقرية، والمدعو محمد جميل عثمان هو مختار القرية.

قرية بابليته: تتكون القرية من 60 بيتاً، وتم توطين 20 عائلة عربية فيها، الباقي هم من السكان الأصليين كل من الكرد وكذلك العرب الذين أتوا إليها خلال أعوام الستينات، وتسيطر على القرية فرقة الحمزات، والمدعو حمود غزال هو مختار القرية.  

قرية تل طويل: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون القرية من 90 بيتاً، يقطن فيها العرب الذين أتوا إليها خلال أعوام الستينات، والآن تم توطين 20عائلة عربية من المستوطنين فيها.  

قرية كوبكيه: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وغالبية سكانها من المكون العربي، وتتكون القرية من 100 بيت، كما تم توطين 30 عائلة عربية من المستوطنين فيها.   

قرية كفيريه: تتكون القرية من 113 بيتاً، والتي تم توطين 40 عائلة عربية من المستوطنين فيها، وغالبية سكانها من المكون العربي، والمدعو طه شيخلي\أبو رياض هو مختار القرية.  

قرية خلنيره: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من حوالي 100 بيت، كما أن 20% من سكان القرية مهجرون قسراً، وتم توطين العوائل العربية ضمن بيوت القرويين، وتسيطر على القرية فرقة الحمزات.  

قرية كرسانه: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 25 بيتاً، ولأكثر من نصف القرية مهجرون قسراً، وتم توطين العوائل العربية المستوطنة مكانهم، وتسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات.

قرية تللف: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 50 بيتاً، و75% من سكانها الأصليين مجهرون قسراً، وتم توطين أكثر من 35 عائلة عربية من المستوطنين فيها، وتسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات.

قرية عندريه: تتبع القرية لمركز مدينة عفرين، وتتكون من 4 بيوت، وجميع سكانها يقيمون في مدينة عفرين، وتسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات

قرية ميسونكيه: تتكون القرية من 8 بيوت، و50% من سكانها مهجرون قسراً، وتسيطر على القرية مرتزقة فرقة الحمزات.  

الاستيطان والمساكن الاستيطانية التي بُنيت في مدينة عفرين والقرى التابعة لها

الاستيطان في عفرين: كان قد تم بناء ذلك المكان من قِبل الإدارة الذاتية قبل احتلال عفرين، والذي كان قد خُصص من أجل مكاتب السيارات والعقارات، وبعد احتلال عفرين، أصبح ذلك مكان مستوطنة، ومن يقوم بتقديم المساعدة لها هي منظمة بهار.  

وبالإضافة إلى مئات المخيمات المتناثرة التي أقيمت حول مدينة عفرين، يجري توطين الأهالي الذين يتم تهجيرهم من إدلب فيها، كما أنه بعد وقوع زلزال 6 شباط، سرّع من تزايد عدد المخيمات العشوائية في أطراف مدينة عفرين، وتم توطين منكوبي الزلزال فيها.